السبت

فنان لا تشكيلي ولا اشكيلك

قررت ان أصبح فنان تشكيلي..فلا بشكيلك ولاتشكيلي ...فعلا اشتريت مجموعة من الألوان التي تعبأ في أنبوب ويقال أنها زيتية ..وطبعا عيب بحقي أن لا أكون ملما بالألوان , كان هناك معضلة رئيسية بالنسبة لي كيف ساقوم بـ"كسر" وتخفيف الالوان واهديت بفطرة "الطريش " الى التنر وفعلا كان التنر يحل أي شئ حتى المشاكل الفكرية التي تعصف بالانسان...فبعد اول نشقة من التنر بدات المواهب التكعيبية والتفكيكية والسيرلانطباعية بالظهور
والسيرلانطباعية هي مدرسة فنية من تعليفي
كان المنصب الخشبي الذي أخترعته من مسمارين وشاكوش وباب غرفتي يحمل القطعة القماشية المقصوصة من ثوب قديم لأمي .. التي أهالت علي سيلا من التوبيخ الحنون لأنها كانت تريد استعمالها كممسحة للمجلى
ولكن كيف ستعرف أمي اهمية الفن ... وهي التي أنهت دراسة ثانوية فقط

اشتريت 3 فراشي ب75 قرشا وعلبة الوان 12 فردة بدينارين والباقي مجاني باستثناء علبة التنر بنصف دينار لتصبح اللوحة قد كلفتني 3.25 دينار في الحقيقة كنت اريد ان ارسم "أحزاني واعتباطات الذاكرة المتحورة في قلب الزمن القوقعي الأحمق"
فأنا بعد النشقة الثالثة من التنر أصابتني هذيانات الحدائة وما بعدها وهات يا ارهاصات
من دع عنك لومي فأن اللوم اغراء...وداوها بالتي كانت هي الداء ...واييييه
لقد تصورت "شعبولا "يغني خمريات أبي نواس كما فعل بعض ال"حثالة" ببيت شعر

حملت الفراشي الثلاثة وعلى صحن كبير كنا قد ربحناه من الكوكاكولا فردت بعض النقاط من انابيب الألوان فاختفت صور عائلة الدببة القطبية من على الصحن لتحل مكانها تمازجات لونية "تبحث عن فراغ العدم السديمي...تتمرقص حول نخلات مفعمة بالغروب المتجلي "ودار التنر بالرأس
وضربات جريئة بالفرشاة بالأحمر والاسود والبني والأحمر
كانت لوحة تستحق ان تسمى خرندعية....
بعد ساعة من تدخين الغلواز الأزرق وشرب القهوة السادة "مثل المثقفين" انتهت المعجزة الفنية التي اكتشفت لاحقا انها جريمة لونية
وتركتها حتى جفت ثم حملتها بحذر كي لاتتكسر الألوان التي كلفتني 3.25 دينار
ووضعتها جانبا;
لاحقا زارني صديقان أحدهم من جماعة "دع عنك لومي" وهم أدعياء الثقافة والفنون والأدب وطبعا هذا الشخص شاعر بكل ما تعنيه الكلمة من هراء فلقد قرأ نصا امامي استغربت من جودته وقد تبين فيما بعد انه لشخص أخر لم يكتب سوى هذا النص الوحيد وقام صاحبنا الحداثوي بلطشه ونسبه له
بعد ان نظر الى اللوحة حدق قليلا فيها ثم أبدى أعجابه طالبا مني أن اسمح له بتسميتها..قادني هذا الموقف الى خربوشي أخر وهو لص حقيقي بكل ماتعنيه الكلمة سرق منظمته في حزبه ... وذهب ليسكر في دمشق على حساب الحزب وتبرعات الرفاق
هذا الشخص من الرسامين الخربوشيين يعلق في بيته لوحة أسماها كاهن المربد لا علاقة لها بالكهنوت ولابالاهوت انما تشي بغباء مستفحل لدى اللص الذي رسمها
الشخص الذي طلب مني السماح بتسميتها اطلق عليها اسم : "مالك الحزين اذ يسافر"
اللص قد استوحى الاسم من رواية مالك الحزين لأبراهيم أصلان التي انتجب لروائع السينما المصري كفلم الكيت كات

لقد أعجب بالهراء الذي رسمته أيما إعجاب وكنت قد نويت أن اعطيه اياها كي أتخلص منها في أقرب فرصة ولن انسى ان اكتب اهدئا غبيا وتوقيع بالفلوماستر


الشخص الثاني الذي رأى الرسمه هو ابن جيراننا وهو كشيش حمام
بعدما دخل الى الغرفة وانتبه الى "اللوحة" نظر الي وقال :"شو هذا؟؟؟
قلت له خرابيش
فقال لي: هناك مجموعة من الطناجر الذي يستمتعون بهذه الخرابيش "كلمات قذرة"
وقد تبيعها بمبلغ محترم كي أخذ نصفه أشتري كمن طير حمام
وكال لي سيلا من السباب القذر والشتائم على هذه الخربشات
تذرعت بكمية التنر التي استنشقتها خلال محاولتي الغبية للخربشة ففهم وقال ان هكذا قمامة لا تصدر الا عن مساطيل أو مجانين
ليت شعري او ليت صاحبي جاء الى منتديات المثقفين الذين يملاؤن الدنيا بخرابيشهم وهرائهم الرمزي التكعيكي ماذا كان سيقول
لعله سيعرف ان هؤلاء الرسامين والشعراء سادة الاحلام والهراء قد خلقوا وفي رؤسهم تشكيلة تنر أزلية
تشكيلة تندرج تحت باب لاتشيكلي ولا أشكيلك

وللاسفاف بقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق